لغب

لغبَ
دخل هشام بن عبد الملك على زوجته أم حكيم بنت يوسف فرآها ساهمة، فقال لها:
في أي شيء تفكرين يا أم حكيم؟
قالت: خير يا أمير المؤمنين
قال: أقسمت عليك إلا أخبرتني
قالت: في قول جميل:
وما ماء مزن في ذرى مرجحنّةٍ :: ولا ما أقرّت في معادنها النحل
بأحلى من (القول) الذي قلت بعدما :: تمكن من حيزوم ناقتي الرّحل
فليت شعري ما كانت قالت له حتى استحلاه ووصفه؟!
لقد كنت أحب أن أعلم ماهو؟
فضحك هشام، ثم قال: هذا شيء أحب عمك (يعني أباه عبد الملك) أن يعلمه، وسأل عنه من سمع الشعر من جميل، فلم يعلمه.
فقالت: إذا استأثر الله بشيء فَـالْـهَ عنه.
وكان رجل من أهل المنتبذ القصي من أهل (لغْبَ لكبار)، وذهب ذات مرة مع رفاق له إلى السنغال لجلب الميرة.
وفي طريقهم مروا باكصر من لكور فيه (كورية) على وشك الولادة، فقال الرجل لرفاقه إنه لايستطيع الذهاب حتى يعرف جنس المولود !!
حاولوا ثنيه فأصر فمكثوا معه بعض الوقت فلما طال مخاض الكورية ذهبوا وتركوه ينتظر.
وبعد أن قطع الرفاق مسافة من الطريق أناخوا للاستراحة والغداء، وبينما هم متحلقون على المائدة إذا بصاحبهم يرفعه السراب ويطرحه، فاتفقوا ألا يسألوه.
ومشكلة صاحب (لغبَ) أن حجم شغفه بأخذ الأخبار، يوازي ولعه بإعطائها.
وصل الرجل فتلقوه بالترحاب وقربوا إليه الأكل والشرب لكنهم لبسوا الصمت، وأطبقوا الشفاه.
مكث الرجل هنيهة ينتظر سؤالا يخترق جدار الصمت، وحين لم يأت السؤال التفت إلى رفاقه وقال:
اكويري مَحيفاكمْ.
كامل الود
Sidi Mohamed x y