104 أعوام على وعد بلفور.. وعد من لا يملك لمن لا يستحق

يصادف اليوم الثلاثاء 2 نونبر، من كل سنة الذكرى الـ 104 لصدور “وعد بلفور” المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا “الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين”.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أصدر يوم الأحد المنصرم، قرارًا بتنكيس العلم الفلسطيني على مؤسسات السلطة وسفاراتها وممثلياتها بالخارج، في ذكرى (وعد بلفور).

“وعد بلفور” كان بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، استجابة لرغبات “الصهيونية العالمية” على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين، بحسب ما تصف وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وجاء الإعلان على شكل رسالة موجهة من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك (آرثر جيمس بلفور)، في حكومة ديفيد لويد جورج إلى (اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية)، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين و(المنظمة الصهيونية العالمية) من جهة أخرى.

واستطاع من خلالها “الصهاينة” إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.

وفي نفس السياق، احتلت بريطانيا فلسطين عام 1917، وعملت على تسهيل هجرة اليهود إليها، وتمكينهم على الأرض؛ تمهيداً لإقامة “دولة إسرائيل” في عام 1948.

وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص رسالة بلفور على الرئيس الأمريكي ولسون، ووافق على محتواها قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا عام 1918، ثم تبعها الرئيس ولسون رسميًا وعلنيًا سنة 1919، وكذلك اليابان.

وجاء في نص الرسالة “تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر”.

وفي 25 أبريل عام 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر (سان ريمو) على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع (إعلان بلفور) موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب.

وفي 24 يوليوز عام 1922 وافق مجلس (عصبة الأمم المتحدة )على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 شتنبر 1923، وبذلك يمكننا القول إن إعلان بلفور كان إعلانًا غربيًا وليس بريطانيًا فحسب.

أما الشعب الفلسطيني فلم يستسلم للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التي بدأت تفرض على الأرض من قبل “الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة” بل خاض ثورات متلاحقة كان أولها ثورة البراق عام 1929 ثم تلتها ثورة 1936.

 

زر الذهاب إلى الأعلى