ما دخل شيئا إلا لله دخوله، وماخرج منه إلا لله خروجه

ست سنوات مارس فيها العلامة شيخنا الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيدي السياسة بشرف وإباء، كان فيها ذلك السياسي العالم الرباني الذي يجسد أنموذجا يحتذى به في خدمة الوطن، صاحب موقف وكلمة، يعرف بتحديه لكل الظروف والصعاب ليصل لنجاحات يندر مثيلها في مسار إصلاح المجتمع، ورأب الصدع وإعادة المياه إلى مجاريها في مواطن كثيرة ومتعددة، عرف في هذه الفترة أن ارتباطه بالسياسة نابع من إخلاصه للوطن بشكل عام ومنطقته على وجه الخصوص؛ (ولاية اترارزة) ولبراكنه.
فلم يكن الشيخ في هذه الفترة من ممارسته للشأن السياسي كمثل أولئك الذين همهم الوحيد السلطة المسلطِنة للوطن والأمة، ومن يسترزقون ويسرقون باسم السمسرة السياسية بدون أرق أو عرق لايجيدون سوى الاستثمار في الشعارات الشعبوية والمقدسات الدينية والوطنية، خدمة لا للوطن بل لمصالحهم الضيقة رغم الذل والانبطاح!!.
كلا وحاشى لم يكن الشيخ من ذلك الصنف من السياسيين.
وحسب مواكبتي له في كافة هذه المحطات عن قرب كان الشيخ الفخامة يرتقي فوق الخلافات ويتعالى على الجراح، يرفض الابتزاز السياسي، ويتصدى لكل المحاولات الدنيئة التي تهدف إلى تحوير الحقيقة، وتسويق الأباطيل، وأنتم لا شك تتذكرون موافقه السياسية الداعمة للدولة وسياساتها بقوة لا تخفى على أي كان وبحضوره القوي في ولاية اترارزة والبراكنه بمناصرين لا يتخلون عن رأيه ومساره البناء، وهو ماتجلى اليوم بعد إعلان تعليقه لأنشطته السياسية.
وقدكنت من الحاضرين في منزله العامر ووجدته مكتظا من المساندين له بعد قراره الذي وصفوه بالقرار الصائب، وكل قراراته بالنسبة لهم صائبة، وكالمعتاد استقبل الشيخ الجميع بصدر رحب أحسن استقبال.
لم يكن الشيخ ذلك السياسي المتعصب لرأيه بل محدثا كان مثقفا ومنفتحا على مستجدات الحياة، مؤمنا بتعددية الأفكار السياسية على أساس أن للكل حرية الاختيار .
يمتاز بالصبر والتحمل عند مواجهة الظروف الصعبة والقاسية في سبيل تحقيق الهدف الذي يسعى إليه إصلاحا بين الناس وصَلاحا للناس، اسخدم السياسة مساهمة فعالة في العمل الإنساني والخيري.
فخروج الشيخ اليوم هو خروج من المشهد السياسي؛ لا من المشهد الاجتماعي الإصلاحي، وقد خرج منه نظيف اليد من المال العام ومن الصفقات المشبوهة، ونجزم أنه الوحيد الذي فعلها، وهو بذلك مثال للرجل السياسي الصالح في زمن كثر فيه المتمصلحون على حساب الوطن والمواطن، ففي نص بيانهم المبارك ما يؤكد وبجلاء شرف الرجل ونخوته وحبه لوطنه حيث يقول في إحدى فقرت البيان: (لم أفكر يوما واحدا في منصب سياسي يخص بي ولا بمحيطي الضيق كالأبناء والإخوة وأبنائهم، ولم آخذ عليها درهما من المال العام فمافوقه ولَارُخَصاً ولاقطَعا أرضيةً في كلا الحكمين السابق والحالي؛ إنما دخلتها لعون الدولة الموريتانية بصفة عامة ومقاطعة أبي تلميت وولاية اترارزة ولبراكنه بصفة خاصة، وتحقق ماكنت أصبو إليه من ذالك في هذه الفترة لله الحمد).
حفظه الله ورعاه وأدامه ذخرا لنا ولطلبته ولجميع
المسلمين؛ آمين.
وفي هذا الخصوص نعلن في كتلة الأمل الشبابية وبتنسيق مع رئيسها تعليقنا لكل الأنشطة السياسية في مقاطعة بتلميت وولاية اترارزة بشكل عام إلى أجل غير مسمى تماشيا مع بيان الشيخ الفخامة المبارك.
كتبه تليمذ الشيخ/ الناطق باسم التلاميذ الصحفي الشيخ ولد احميدي .
بتاريخ السبت 15 رمضان 1443 هجريا
الموافق 16 ابريل 2022 ميلاديا