كن مثل “زيدان” ستعيش

إنه من مسببات الكدر في هذه الحياة، ونشر الإحباط القاتل في نفوس الطامحين، أن تشاهد أراذل القوم يمارسون القفز الطويل في الحياة، فيحصلون في وقت وجيز جدا، على ما تحلم أنت بإنجازه في ظرف عشر سنوات، رغم ضعف مستواهم المعرفي والمهني، فقط لأن فاسدا أراد أن يشارك آخرون معه ممارسة الفساد.

نحن نعلم بالتأكيد أن الحياة ليست عادلة، وأن الطريق إلى تحقيق الذات ليس مفروشا بالورود والنوايا الحسنة، لكن القدر أيضا لم يكتب بالتأكيد على جباه الذين آثروا عدم التخلي عن المبادئ والأخلاق ” يائسون من الإنصاف”

إن الإنصاف عملة مفقودة لم تعرف الطريق إلى حياة القابضين على الجمر، خلال الأنظمة المتعاقبة، وإن الإشراك لم يتخطى قلة قليلة ممن كتب لهم البقاء في المناصب، حتى أصبحوا مومياءات محنطة على مقاعد مكاتب الإدارات، لا هم يتقاعدون ولا هم يقالون، ولا هم يشعرون بالملل أو الرغبة في التغيير.

عشرية مرت سنينها ثقالا، لم نذق فيها طعم الوجود في الوطن، بينما كان “زيدان” يعيش أوج ازدهاره، ومن بعد زيدان عشرات المرضي عنهم ممن فتحت لهم الأبواب من أجل تقاسم الكعكعة.. كانت التحويلات المالية إلى الحسابات لا تعد ولا تحصى، وكانت الفرص تتقاطر على رؤوسهم دون أبسط مجهود..

وكان زيدان أقلهم حظا، لكنه حصل على مئات الملايين وبضعة محلات تجارية، وسيارة من نوع TX هذا ماهو معلن وما خفي أعظم .. ولكم أن تتخيلوا نصيب الكبار ..انظروا إلى الصحراوي والصكوك والسيارات التي يلعب بها المراهق العاطل عن العمل المتوقف عن الدراسة.. ستحصلون على فكرة صغيرة عما حصل في عشرية النهب.. أما الحسابات البنكية في أوروبا فقد تم الادخار فيها لمستقبل الأبناء، ولعل الدنيا تعطي بظهرها، فيكون هناك طوق نجاة.

نظام جديد حل يحمل رائحة سلفه، وبعض ملامحه، لكننا سمعنا قائلا يقول إنه صاحب نهج مختلف.. من اختلاف نهجه أنه لا يغضب أحدا ممن وجدهم أمامه، أو ممن صعدوا مع قدومه.. لا يزيح شخصية جيدة أو سيئة من مكان ما بعد طلوع الشمس، إلا ووضعها في آخر قبل غروبها.. إنه يهتم لنفسية من تعودوا المناصب، وعلى الطامحين الجدد في الدخول إلى المجال التمسك بالأمل والصبر ومراعاة الأقدمية في الطابور..

من غرابة الواقع، هو أنه مهما تغير النظام، تظل هناك قاعدة ثابتة، نوع من الناس يرتقي إلى الأعلى مع سلم الغنى، ونوع آخر يهبط نحو أسفل دركات الفقر، ومن يعيشون في الوسط أقلية أقرب للفقراء، وقد يلتحقوا بهم في أقرب وقت..

إذا لم تستطع الوصول إلى أهل الحظوة والقبول لدى القيادة، وإذا لم تنفعك شهاداتك وخبرتك وشغفك، وإذا لم تنجح مشاريعك الصغيرة، أو لم تجد لها تمويلا، كن مثل زيدان ستعيش، إن المبادئ تتحطم على صخرة العوز، وإن العدل لا ينزل بهذه الأرض يا صديقي، وإذا لم تسطع التنازل، فهاجر إما أن تموت وأنت تحاول تغيير حياتك، أو تصل فتكون لديك الفرصة لأن تولد من جديد.. وسلام عليك يوم تشقى، وسلام عليك يوم تسعد.

السالك زيد

 

زر الذهاب إلى الأعلى